الاثنين، 8 أغسطس 2011

طـويـلا كــان الإنـتـظـــــار

عدت من عملي مرهقا كما هي عادتي في الفترة الأخيرة .. فاستسلمت إلى النوم وتركت الطعام الذي حضرته لي والدتي ولأول مرة تقريبا
وما هي إلا دقائق حتى فزعت من نومي على صراخ أمي وأختي فقمت مسرعا لأرى ماذا حدث : ماذا حدث يا أمي
- الملاعين يقصفوننا بالطائرات
- الحرب ؟؟
- نعم يا ولدى الحرب


ارتديت ملابسي مسرعا وهبطت إلى الشارع فوجدت الناس تخرج من منازلها وتجرى لا تعرف إلى أين والطائرات تملأ السماء وتضرب هنا وهناك
وفجأة سقط صاروخ على بنايه فى أول الشارع
جريت بسرعة إلى هناك فهذة البناية تقطنها أم ايمن وبناتها فقط فأيمن قد سافر وقد توفى الوالد
 هرولت نحو البناية وعندما وصلت كانت ركاما ولكن الله نجاهم فقد خرجوا قبل القصف بقليل 


ثم ضربت بنايه أخرى تبعد عنا شارعين .. ولكني اسمع الصراخ من مكاني فهرولت إلى هناك لأجد البناية قد تهدمت فوق رؤوس أصحابها
 حاولت مع من حضر أن نخرج من نستطيع أحياء كانوا أو أموات


وفى وسط ذلك سمعت صوت هاتفي النقال فأجبت فإذا محمد صاحبي يصرخ قائلا : لقد قصفت الطائرات منزلك يا على اغث اهلك بسرعة

لم أتمالك نفسي وبأقصى سرعتي جريت ناحية منزلي فوجدته والنيران تلتهمه عن أخره


 أمي وأختي بالداخل 


حاولت الدخول ولكن الناس منعتني لم أتمالك نفسي فأجهشت بالبكاء المرير 


توقف الوقت او صار بطيئا .. كل شىء يتحرك أمامي ببطىء حتي أصوات الناس أسمعها ببطىء 
أشعر بدوار عنيف 


سمعت صوت هاتفي مرة أخرى فأجبت بصوت خنوع فوجدت صوت أمي يناديني : أين أنت يا على لقد انتقلنا إلى منزل أم مصطفى


 عادت الروح إلى ومازلت لا أصدق نفسي لولا أنى احفظ صوت أمي جيدا وبكل ما تبقى من طاقتي جريت نحو منزل أم مصطفى والذي لا يبعد عنا الكثير 


قبل أن اصل إليه بقليل قصفته الطائرات فانفجر مع المنزل صمامات قلبي وكان الطائرات قد قصفته هو لا المنزل لم استطع الوقوف هذة المرة فارتكنت إلى حائط  قريب وجلست على الأرض واضعا وجهي في كفيي لا أعلم بم أشعر .. هزة عنيفه تجتاح كياني لا اعلم ان كانت داخلى فقط ام انه صاروخ آخر


مرة أخرى  سمعت صوت هاتفي


أجبت مسرعا فأتاني صوت أمي مرة أخرى فسالت عيناى بالدموع انهارا وأنا أقول : أمي أنت بخير ....!!!
- نعم يا على لا تخف لقد انتقلنا إلى المدرسة أنا وخالتك وعماتك جميعا
- حمدا لله على سلامتك يا أمي أرجوك أريد ان أراك ولو مرة واحدة وبعدها فليفعل الملاعين ما يفعلون-
- الأعمار بيد الله يا ولدى

- أنا في منتصف الطريق الآن
- أسرع إذن فنحن في انتظارك

بالطبع لم أكن في حاجه إلى قولها فانا أجرى كآله لا تعرف الوقوف حتى وصلت أخيرا إلى المدرسة
ولكن ..  بعد فوات الأوان 



فالمدرسة أيضا قد انهارت عن أخرها وصارت ركاما




نظرت إلى هاتفي وانتظرت أن اسمع صوته

انتظرت


وانتظرت و ...




وكان الانتظار طويلا








الحرب علي غزة 
12/2009 


هناك 17 تعليقًا:

  1. وكان الانتظار طويلاً..

    رائعة تلك القصة بكل ما تحمل من ألم ،، وأمل..

    وصرخت بكل ما فى داخلى من قوة، أن لا تستريحوا بعد اليوم أيها الملاعين..

    فسيأتى يوم تهربون فيه منى،،

    وتلوت تلك الآية الرائعة ( والصابرين فى البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون )

    شكراً جزيلاً..

    ردحذف
  2. صرخه تعربد داخل كل منا
    ويالها من آيه

    اللهم ارزقنا الصبر على البأساء والضراء

    شكرا لتواجدك الجميل

    تحياتى

    ردحذف
  3. يــــــالله !!

    كم هى مؤثرة

    اللهم انصر غزة..وارحم شهدائنا يارب العالمين

    سلمت يداك

    ردحذف
  4. أكثر من رائعه

    صادقه .. معبره ..مؤثرة.. نابعه من القلب
    .. أبكتني كثيراً

    ردحذف
  5. ياربنا
    حلوة اوي
    يارب انصر غزة يارب
    يارب

    ردحذف
  6. كلاكيت أول مره

    كم كانت قاسيه تلك الايام .. وحتي الآن لم يرفع الحصار عن غزة الا نثرات كل حين

    اللهم انصر اخواننا فى فلسطين

    شكرا لوجودك الجميل

    ردحذف
  7. هبه

    كم بكينا حينها دموعا كالدماء

    شكرا لمتابعتك الجميله لمدونتى
    تحياتي

    ردحذف
  8. EL pRiNcEssA

    شكرا.. وجودك الأجمل
    ياربانصر فلسطين المحتله

    تحياتي

    ردحذف
  9. جميلة ما شاء الله

    ردحذف
  10. لا أعلم ولكن هذه السطور تهز الكيان
    صادقة من القلب .. تتسارع وتيرة الأحداث
    وتعيش معها وكانك تسمع صوت القذف
    تشم رائحة البارود والتراب .. يعتصر قلبك
    احساس "علي" .. يضحك قلبك عندما يسمع صوت امه
    ثم تعاود الوجع مرة أخرى.. وجع سرقة الأرض والوطن
    وجع سرقة فلسطين
    لنا عودة باذن الله .. وسننحررها ان شاء الله

    ردحذف
  11. اللى شوفنا وعشناه من خلال الشاشات بس مايتوصفش
    فما بالك باللى عايشين الحدث بجد

    ان شاء الله لنا عودة بس يارب تكون قريبه
    منور المدونه يا هندسه وانا سعيد جدا بوجودك
    ياريت ماتكونش الزيارةالاخيرة بقى ;)

    ردحذف
  12. مش هتكون أخر زيارة ان شاء الله
    ما شاء الله على حسك فى الكتابة
    أحسست بالحدث ... فأبدعت .. فأقنعت

    فلسطين ان شاء الله حرة

    ردحذف
  13. رائعة يا تاكاشى ومؤلمة

    ردحذف
  14. شكرا يا اسماء
    اللهم ارزقنا الحريه والسلام

    ردحذف