انتصف النهار توسطت الشمس كبد السماء فألهبت الجو بحرارتها الحارقة
وخلا الشارع من المارة إلا القليل ..
ورغم هذا الجو الساخن ترى عربه النظافة تجوب الطرقات برجالاتها
ينظفون هنا وهناك ..
وجوههم البائسة دوما تبعث على الشفقة تجاههم ..
بعض الناس كثيرا ما يخرجون من أموالهم لعمال النظافة
وكأن مجرد امتهانهم هذه المهنة خير دليل على بؤسهم و فقرهم المدقع كما يقال ..
عم محمد ..
أحد هؤلاء ..
طويل القامة بعض الشيء
نحيف
هزيل
برزت عظام وجهه وخف شعرة إلى حد كبير
عيناه غائرتان حتى يظن من يراه أن به مرضا عضال ..
متزوج ولديه بنتان .. 7 و 9 سنوات ..
عم محمد رجل فقير ..
فقير في كل شيء
في ماله
وأهله
وعلمه
وعمله
يسكن إحدى عزب الصفيح في مكان ناء عن المدينة بصخبها وبأبنيتها المأهولة للسكان الآدميين
بعكس عشش الصفيح التي يسكنها كثير ممن هم من أمثال عم محمد ..
أناس بسطاء إلى ابعد الحدود ..
اختلفت ظروفهم لكنهم اتفقوا جميعا في فقرهم وحاجتهم ..
تمر الأيام وعم محمد أنهكه التعب ..
لم يعد قادرا على العمل كما ينبغي أو كما يجب أن ينبغي
فمنذ حادثه زوجته والتي أقعدتها عن العمل والحمل زاد ..
زاد حتى طفح الكيل ..
البنات كبرن والمصاريف تزيد يوما بعد يوم
والمرتب لا يكفى لأن يسد به المرء جوعا ولا حتى خبزا مدعما ..
راتبه ملاليم إذا قارنتها بجهده
وكأنهم فئة غير أدميه لا ينبغي لها أن تكرم أو تعيش من الأساس ..
المدينة ملئي بالخيرين أصحاب المال لكن أعينهم دائما ما تزيغ عن هذه المنطقة ..
يخشون دخولها ..
أعينهم دائما ما تزيغ عن عم محمد ..
في صباح أحد الأيام وكالعادة لم ينم ما يكفى
عقله لم يقف طوال الليل عن التفكير فيما سيفعل ببناته وأمهن
وهو غير قادر على معيشتهم ..
أكثر ما يؤلمه أنهن لا يشتكين ..
الليالي تلو الليالي والبطون خاوية ولا يشتكين ..
كلما نظر إلى إحداهن أراد أن يعتذر أراد أن يتحدث لكنه في كل مره يعجز عن قول أي شيء ..
يرونه ..
يرتمين بحضنه الدافىء الحنون
يشعر منهم الحب والعطف
يغمره الحزن والقهر
تنهمر دموعه كالمطر
ولا يمسح هذه الدموع سوى احن يد في الدنيا ..
يد زوجته ..
أنهى عمله كالمعتاد ..
أراد أن يدخل البيت اليوم بأي شيء يسد به جوع أهله
مد يده في جيبه فخرجت بربع جنيه أنهكه الزمن وتشققت طبقاته حزنا على صاحبه ..
انهمر في بكاء مرير و ..
ومد يده للناس.. يطلب المساعدة ..
لم يدر ما يقول ..
ولم يكن في حاجه لذلك فدموعه تقول مالا يقال ..
رأته سيدة ماره بسيارتها فتوقفت وأشارت إليه بالمجيء أخرجت من حقيبتها رزمه نقود
أمسكت من بينها ورقه بعشر جنيهات ألقت بها إليه
فتهللت أساريره وطار بالنقود فرحا واخذ يدعو لها : ربنا يوسع عليكى ..
ربنا يكرمك ..
ربنا ما يوقعك في ضيقه..
أشارت إليه بضجر أن يتوقف ثم أكملت طريقها
أما هو فقد اكتفى بما جنى وفكر في أنه سيأخذ طعاما إلى أهله وبسرعة
وفى الطريق شرد قليلا في حاله وفى زوجته القعيدة في أنه اليوم جنى بعض المال بالشحاذة
فماذا سيفعل غدا وبعد غد وبعد بعد غد ؟؟!
ماذا ستفعل بناته من بعده ..؟؟!
كيف سيكون حالهم ؟.
غرق في التفكير حتى وصل إلى محل فاشترى لبننا وخبزا بنصف النقود
وقبل أن يصل إلى البيت دلف إلى محل صغير اشترى منه كيسا ازرق ..
وصل البيت وبشر بناته بما أتى فاحتضنوه جميعا وفرحن فرحا لا يوصف وبكت زوجته تأثرا
حتى هو بكى ثم أنهى الموقف قائلا : هادفى اللبن بالعيش .. الخير كتير يا ولاد اطمنوا
قطع الخبز إلى أجزاء صغيرة ثم وضعها مع اللبن في إناء على النار واخذ يقلب
وعلى حين غفلة من أهله افرغ محتويات الكيس الأزرق
أكلوا حتى شبعوا جميعا وامتلأت بطونهم واخذوا يلهون ويتضاحكون ..
مر الوقت
ثم بدأ البنات يشعرن بألم في بطونهن
ثم لحقت بهم الأم
وهو يراقبهم
بوجه جامد ..
وعين لامعه ..
علا صراخهم
وعلا نحيبه
أمسكته زوجته من كتفيه صارخة : انت أكلتنا إيه يا محمد .. أكلتنا إيه انطق
وهو في عالم غير العالم ..
تردد الكلمة بصوت عال وبكاء ..
نظر لها والألم يعتمره
ها يكون إيه يعني ............
سم فران
وخلا الشارع من المارة إلا القليل ..
ورغم هذا الجو الساخن ترى عربه النظافة تجوب الطرقات برجالاتها
ينظفون هنا وهناك ..
وجوههم البائسة دوما تبعث على الشفقة تجاههم ..
بعض الناس كثيرا ما يخرجون من أموالهم لعمال النظافة
وكأن مجرد امتهانهم هذه المهنة خير دليل على بؤسهم و فقرهم المدقع كما يقال ..
عم محمد ..
أحد هؤلاء ..
طويل القامة بعض الشيء
نحيف
هزيل
برزت عظام وجهه وخف شعرة إلى حد كبير
عيناه غائرتان حتى يظن من يراه أن به مرضا عضال ..
متزوج ولديه بنتان .. 7 و 9 سنوات ..
عم محمد رجل فقير ..
فقير في كل شيء
في ماله
وأهله
وعلمه
وعمله
يسكن إحدى عزب الصفيح في مكان ناء عن المدينة بصخبها وبأبنيتها المأهولة للسكان الآدميين
بعكس عشش الصفيح التي يسكنها كثير ممن هم من أمثال عم محمد ..
أناس بسطاء إلى ابعد الحدود ..
اختلفت ظروفهم لكنهم اتفقوا جميعا في فقرهم وحاجتهم ..
تمر الأيام وعم محمد أنهكه التعب ..
لم يعد قادرا على العمل كما ينبغي أو كما يجب أن ينبغي
فمنذ حادثه زوجته والتي أقعدتها عن العمل والحمل زاد ..
زاد حتى طفح الكيل ..
البنات كبرن والمصاريف تزيد يوما بعد يوم
والمرتب لا يكفى لأن يسد به المرء جوعا ولا حتى خبزا مدعما ..
راتبه ملاليم إذا قارنتها بجهده
وكأنهم فئة غير أدميه لا ينبغي لها أن تكرم أو تعيش من الأساس ..
المدينة ملئي بالخيرين أصحاب المال لكن أعينهم دائما ما تزيغ عن هذه المنطقة ..
يخشون دخولها ..
أعينهم دائما ما تزيغ عن عم محمد ..
في صباح أحد الأيام وكالعادة لم ينم ما يكفى
عقله لم يقف طوال الليل عن التفكير فيما سيفعل ببناته وأمهن
وهو غير قادر على معيشتهم ..
أكثر ما يؤلمه أنهن لا يشتكين ..
الليالي تلو الليالي والبطون خاوية ولا يشتكين ..
كلما نظر إلى إحداهن أراد أن يعتذر أراد أن يتحدث لكنه في كل مره يعجز عن قول أي شيء ..
يرونه ..
يرتمين بحضنه الدافىء الحنون
يشعر منهم الحب والعطف
يغمره الحزن والقهر
تنهمر دموعه كالمطر
ولا يمسح هذه الدموع سوى احن يد في الدنيا ..
يد زوجته ..
أنهى عمله كالمعتاد ..
أراد أن يدخل البيت اليوم بأي شيء يسد به جوع أهله
مد يده في جيبه فخرجت بربع جنيه أنهكه الزمن وتشققت طبقاته حزنا على صاحبه ..
انهمر في بكاء مرير و ..
ومد يده للناس.. يطلب المساعدة ..
لم يدر ما يقول ..
ولم يكن في حاجه لذلك فدموعه تقول مالا يقال ..
رأته سيدة ماره بسيارتها فتوقفت وأشارت إليه بالمجيء أخرجت من حقيبتها رزمه نقود
أمسكت من بينها ورقه بعشر جنيهات ألقت بها إليه
فتهللت أساريره وطار بالنقود فرحا واخذ يدعو لها : ربنا يوسع عليكى ..
ربنا يكرمك ..
ربنا ما يوقعك في ضيقه..
أشارت إليه بضجر أن يتوقف ثم أكملت طريقها
أما هو فقد اكتفى بما جنى وفكر في أنه سيأخذ طعاما إلى أهله وبسرعة
وفى الطريق شرد قليلا في حاله وفى زوجته القعيدة في أنه اليوم جنى بعض المال بالشحاذة
فماذا سيفعل غدا وبعد غد وبعد بعد غد ؟؟!
ماذا ستفعل بناته من بعده ..؟؟!
كيف سيكون حالهم ؟.
غرق في التفكير حتى وصل إلى محل فاشترى لبننا وخبزا بنصف النقود
وقبل أن يصل إلى البيت دلف إلى محل صغير اشترى منه كيسا ازرق ..
وصل البيت وبشر بناته بما أتى فاحتضنوه جميعا وفرحن فرحا لا يوصف وبكت زوجته تأثرا
حتى هو بكى ثم أنهى الموقف قائلا : هادفى اللبن بالعيش .. الخير كتير يا ولاد اطمنوا
قطع الخبز إلى أجزاء صغيرة ثم وضعها مع اللبن في إناء على النار واخذ يقلب
وعلى حين غفلة من أهله افرغ محتويات الكيس الأزرق
أكلوا حتى شبعوا جميعا وامتلأت بطونهم واخذوا يلهون ويتضاحكون ..
مر الوقت
ثم بدأ البنات يشعرن بألم في بطونهن
ثم لحقت بهم الأم
وهو يراقبهم
بوجه جامد ..
وعين لامعه ..
علا صراخهم
وعلا نحيبه
أمسكته زوجته من كتفيه صارخة : انت أكلتنا إيه يا محمد .. أكلتنا إيه انطق
وهو في عالم غير العالم ..
تردد الكلمة بصوت عال وبكاء ..
نظر لها والألم يعتمره
ها يكون إيه يعني ............
سم فران
أنا كنت ماشية القصة كلها متأثرة جدا !!
ردحذفبس جيت على الاخر مش عارفة أضحك و لا أعيط !!
بس حلووووة أووى و الناس دوول و الله ليهم حق علينا
تسلم إيدك
هم يبكى وهم يضحك
ردحذفهما فعلا ليهم علينا حق
واحنا فى ايدينا كتيييير نعمله عشانهم
شكرا على تواجدك الجميل
تحياتى
حلوة القصة بس ليا تعليق ياريت تقبله من اختك
ردحذفالجملة بتاعة
ورغم هذا الجو الساخن ترى عربه النظافة تجوب الطرقات برجالاتها
الانسب شوية انها تكون برجالها
ربنا يوفقك
جمع رجل رجال
ردحذفرجالات بعض من التعظيم .. وانا هنا بحاول اديهم قدرهم الحقيقي وليس كــ عمال نظافه
ولكن .. شكرا على النصيحه وأكيد اقبلها وبصدر رحب جدا
ولو ليكي تعليق على اى حاجه تانيه يارييييت اسمعه
هم يبكى وهم يضحك
ردحذفبس المفترض ان الامل ف ربنا موجود
خالد
ردحذفالامل في ربنا طبعا موجود
لكن في أوقات الايمان فيها بيضعف والانسان بطبعه ضعيف
وفي ناس كتير عنهم نسبه عاليه من الجهل
مش ببرر موقفه لانه خطأبكل ماتحتمله الكلمه
هى مؤثرة يا تاكاشى فعلا هم يبكى وهم يضحك
ردحذفربنا يلطف بعبادة يارب
ردحذفويارب مانشوفش النموذج دا في حياتنا ابدا
انا مش شايفه فيها هم يضحك خالص بالعكس :(
ردحذفمحزنه جدا بجد :( :( بس جميله اوي و اسلوبها حلو جدا يا محمد تسلم ايديك
منار
ردحذفهى كئيبه كئابه السنيت :D
شكرااا على التواجد الجميل المستمر ;)
:(
ردحذففعلا كئيبة جدا ..
صدمة البطل فى الاخر .. رغم انه هو اللى مسئول عن فعله من اوله .. تخلى اللى بيقرأ يقف قدامه كتير اوى
رد فعله عكسى تماماً وده مدي للنهاية حزن أكبر من حزن الانفعال الطبيعى
حاسة انى سامعة صوته وهو مخنوووووق وبيقول اخر جملة
تسلم ايدك يا محمد
دايما مميز فى قصصك
حلوة اوى بس قلبت فى الاخر بغم وموت مراته وعياله والهى انت بتتكلم عن حاجات بتحصل حقيقى دلوقت من قلة الفلوس وضيق المعيشة الواحد يفكر يموت ولاده ونفسه مرة واحده احسن ما يموتوا فى الجوع من بعده ميت مرة
ردحذفتسلم ايدك يا تكاشى
إيمان
ردحذفدايما وانا بكتب بتخيل اللى بكتبه مشهد سينما
عشان كدا يمكن اسلوبي سردى بحت بس بحسه بيوصف اللى عاوز اقوله فعلا مش اكتر ولا اقل
شكراااااااااااااا
إيماااااااااانوى
ردحذفغم غم .. ماهو حالنا فعلا يغم يعني
منورانى والله يابنت خالى
عشان تعرفو بس ان في فنان مهدور حقه فى العيله دى :D