الاثنين، 29 أغسطس 2011

كـــــــانت هــنا



أرتجف



ترتعد أوصالي كلما تذكرت .. وقليلا ما أنسي



أتمني أن أنس يوما ما كان لكني لا أستطيع



اخطو خطواتي بتثاقل نحو المجهول.. رأسي قد ذهبت الي حيث لا أريد


كالعادة


أسير في الطرقات لا الي مكان .. لا أدري ما حاولي ولا آبه حتي


لا يشغل بالي سوي هذا الأمر


عندما أفكر فيه تتغير كل سماتي التي قد تبدو للناس مبتسم,متحدث,مرح


أتحول فجأه الي انسان أخر غامض , مكتئب , حزين


لعل في مرحي وابتسامي ما يخفي أمرا لا أريد الافصاح عنه


أو ألم أريد تجاهله


قادتني قدماي الي المكان الوحيد الذي لا أريد أن أذهب اليه ..الي بيت أبي وأمي


شارع ضيق الي حد ما .. ضيق يبعث علي الضيق


لكنه لم يكن هكذا قبلا


كان في ضيقه انفراجه لنا كأطفال حتي كبرنا


أنا وأهل شارعي الضيق .. أنا وأصدقائي القدامي


دخلت الشارع وخطواتي كما هي .. متثاقله


الماره يلقون علي السلام ولا ابالي لم أرد علي أحد ولم ألتفت حتي لأحد


كثيرا ما استغربوني وقليلا هم من يعلمون ما بي


كم هائل من الأحداث والمواقف تمر أمام عيني ..


كم هائل من الذكريات تحضرني لم أنسي منها شيئا حتي الآن وأدرك تماما أني لن أنسي ..


أبدا



استوقفني مشهد هذين الطفلين ..



يجلسان وحدهما عند جانب الشارع لا يلعبان لكن فقط يجلسان وحدهما الي جوار بعضهما البعضلم أري وجهيهما ..



بل أري وجهينا



أنا وأنت



فهنا تماما كنا نجلس لسنوات ..



نرسم أحلامنا سويا



كنت أنت الطبيبه وأنا المهندس



كنا نتحدث عن زواجنا عندما نكبر وعن أطفالنا عندما ننجب



معي .. لم تكوني تلك الفتاة الخجوله



كانت فيكي جرأة أعشقها وروحا مرحه لطالما حسدتك عليها


تتقنين كيف ترسمي البسمه علي وجهي


هنا حيث أقف كثيرا ما كنا نلعب سويا ..أنت تختبئين وأنا أجدك


كنت دوما تختبئين وكنت دوما أجدك فلماذا للآن لا أجدك رغم علمي أين تختبئين !ـ 

أذكر جيدا يوم جمعت الأسرتين خصيصا


ووقفت بينهم قائلا : أنا عاوز أتجوز آيه


انفجر الجميع ضاحكين 

وأجابني والدك : مستعجل علي ايه يا واد هو حد هايخطفها منك مانت عارف ان أنا وأبوك مجوزينكم وانتو في اللفه


خلصو تعليمكم واحنا نجوزكم 

أذكر أيضا كيف مرت علينا سنوات الدراسه هذه


ارتطمت بي كرة يلعب بها الصبيه فانتفضت ..


وكأنها أيقظتني من سبات دام سنوات.. سنوات عمري اللتي انتهت


ء 3 سنوات مضت ولم أتخطي الأمر بعد .. ـ


لا أعرف كم يلزمني من الوقت لأتخطاه


عيناها تلاحقني أينما ذهبت.. صوتها يصم آذاني فلا أسمع غيره


في كل موقف أمر به أذكرها فقد مررنا به سويا .. في كل كلمه أسمعها


أذكرها فد سمعتها منها قبلا


في كل مرة أدخل منزل والدي أذكرها


وها أنا أدخل منزل والدي .. لأذكرها


فوجىء بي أبي في مثل هذا الوقت أزورهم فلم يعتاد علي ذلك


تسائل : في حاجه يا محمود يابني ؟ مش عوايدك تيجي النهاردة ولا حتي الساعادي في حاجه حصلت ولا ايه؟


لم أجب وكأني حتي لم أسمع ذهبت الي شرفه غرفتي


مازالت هنا


ريحها في المكان


حركاتها


سكناتها


وكأنها لم تفارقه بعد


لماذا لم يشتر أحد هذة الأرض ويبنيها مثلما يفعل الكثيرون في كل مكان..


لماذا يصر الجميع أن أري هذا المشهد كلما قدمت الي هنا لماذا


يومها


كنت كالعادة خارج المنزل .. أبعد عنه حوالي الساعه


اتصلت بها أطمئن عليها .. أبث اليها همي كما تعودنا يوميا


صرخت


تركت الهاتف


ركبت سيارة أجرة وذهبت اليها من فوري ..


المكان مزدحم ..


السيارات تسد الشارع


اسعاف ,


انقاذ,


رجال شرطه


الصراخ والنحيب يصم الآذان وضجيج رجال الانقاذ يعلو فوق أصوات الجميع


ماذا حدث ؟


ماهذا الركام


أشلاء منزل بقيت


أين شرفه الدور الثالث؟


أين المنزل الذى يقبع هنا ؟


أستاذ محمد


طنط نجوي


آيه


أين آيه؟


أين آيه؟ 

لما لا يجيبني أحد



لم يجرؤ أحد أن ينطق بها أمامي .. حتي الآن



فآيه فقط تختبىء مني


كما كنا نلعب دوما 


تظن أنها ماكرة وأنها تختبىء في مكان يصعب علي ايجادها فيه ..



أعلم تماما أين هي


لكني لن أذهب هناك



أبداااا












هناك 11 تعليقًا:

  1. Manar & EL pRiNcEssA

    شكراا ... منورين المدونه بحالها

    ;)

    ردحذف
  2. أكثر من رائعه .. أوجزت وأنجزت
    تحياتي

    ردحذف
  3. هبه

    مجرد شعور لحظى وعدى :D

    شكرااا

    ردحذف
  4. اعلم انها غادرت جسدا فقط فروحها فيك لتحييك

    ردحذف
  5. paix

    أعلم .. انها ترعاه الآن

    اهلا بيكي فى المدونه
    عاده لاتنقطع ;)

    ردحذف
  6. gameela ya takhaskie w ra23aaaaaaaaaaaa

    ردحذف
  7. ولكن مؤلمه يا اسماء
    جدااااا

    ردحذف
  8. ماهى عشان مؤلمة رائعة
    بحب اووى كتابتك الحزينة بجد جميلة بحس انها من جواك

    ردحذف