الخميس، 27 سبتمبر 2012

ليوم قد أنساه غدا

شعور غريب تملكني في كل خطوة أخطوها تجاه هذا المكان
رغم أني جئت خصيصا من أجله
شعور غريب بالغربيه والحنين .. غربه عن مكان ارتدته كثيرا في حيوات سابقة .. حنين الي ماض أخجلني نسيانه بين طيات ذاكرتي

أعبر الباب حافيا متجردا .. ومقبلا
ترهف اذني لسماع الدليل وهو يحكي قصه ها المكان .. تاريخ أختزلت عظمته في اجحار رصت بعنايه 
تستقبلني علامات فن لا نظير له ولا مثيل رهبه تأخذني لمجرد التفكير في كيفيه صنعه .. أسوار عاليه وقباب متباينه الاحجام وددت لو لامستها بيدي
أربط دائما بين الأشياء بالرؤيه وباللمس .. هكذا تترك في أثرا 
أتحسس الأحجار والعمدان بأناملي طالبا من من التاريخ قسطا ينفذ الي ذاكرتي .. يزيح عن كاهلي مشاعر طال مكوثها 
أعبر البوابه العريقه التي تخفي أكثر ما تبدي ..يأخذني الخوف فور رؤيتي لإتساع الساحه .. اخاف من تلك الأماكن التي تشعر بداخلها بالفراغ من نفسك الحقيقيه لتمتلىء بأحداث أخري ..  لم تشارك في صنعها يوما 
تذكرني تلك الأماكن الفسيحه بالجفاء .. الوحدة .. بعض من تاريخ
بخفت الشعور بالخوف قليلا ليحل محله الانبهار .. يتنازع الاثنان داخلي حتي تغلبهما معا الحسرة !
الحسرة علي تاريخ تفشت عظمته في ربوع الأرض .. 
تاريخ توارثته الأجيال طوال قرون .. كل جيل ينقص منه شيئا ولا يضيف حتي وصل الينا انكسارا وحجارة!
تأخذني الحسرة فأنتحي جانيا وأجلس ملاصقا للجدار علي أغدو جزءا منه .. حجارة بين أحجارة .. 
أحجاره منسيه بين حقب التاريخ المتباينه لكنها ليست وحيدة . تدفىء بعضها في بعضها فتماسكت وصمدت علي مر القرون .. علي مر الكوارث والحروب .. حتي طالتها يد البشر .. وهذا ما بقي من الأثر
أتحسس الجدران باناملي علي قسطا من التاريخ ينفذ الي ذاكرتي فلا أجد سوي غبار يغطي المكان

مازال الدليل يحكي حكايه أقوام مروا من هنا .. أحدث المكان في بعضهم أثرا بينما تركوا هم هنا كل الأثر
تركوا غبارا.. ذكري تناقلتها الصحائف وغفت عنهاالذاكره .. فن ما توارثته الأجيال .. ووهم الخلود
أصلي لله فرضا ,شكرا,خوفا,حبا
تطوف بي أشياح تلك الأعمدة والمشكاوات التي تتدلي من الأسقف الموغله في الارتفاع وأحجار تركت أثرا بأناملي .. وذاكرتي



ليوم قد أنساه غدا أسجل محض اختلاجات غمرتني,خواطر استوقفتني قد تتوة في زحام الحياه ...
 ألمح لذكري دائمه صنعها أناس كثر شاركوني هذا اليوم .. أشاعوا الدفىء في قلبي فتركو لذاكرتي تاريخ ..سأظل أذكره



  

الخميس، 20 سبتمبر 2012

قالوا الحب يستاهل


قالو الحب يستاهل 
تموت علشانه ميت مرة
واقول العمر مش ساهل 
يضيع منا بالساهل 
ما يتكرر ولا مرة
والاقي العمر بيعدي 
ولسه انا وحدي
عايش عيشه مضطرة

يقولو الحب يستاهل
تموت علشانه ميت مرة 
لان الحب بيحلي
مرارة العيشه لو مره
وبيدفي زوايا القلب لو بردانه
من جوا ومن برا 
وما بيفرقش بين عبده وبين حره 
ومايدققش في وشوشنا 
لو بيضا او قمحيه او سمرا
وتبقي الوحده جنب الحب
ماتكفيش قوام ذرة
والاقي قلبي انا الغاوي 
يعيد الكره
وافضل وحدي انا وحدي
عايش عيشه مضطرة

يقولو الحب هو الحلم
من غيره ما تتحقق الأحلام
يقولو الحب هو القلب 
اللى بيهون لوعه الأيام 
وهو الأمل في وقت اليأس
وهو البأس
وهو الحق اللي بيكسر
قلعه الأوهام
واقول دا كلام 
والاقي قلبي متشقق
فاقول من قله الميه 
يقول من قله الحب
فاقرر أحب 
الاقي عينيا بتدمع
لأن العمر بيودع
وايدي بتشاورلي سلام






الاثنين، 3 سبتمبر 2012

لو خايفه ...!



أتململُ فى الفراش .. يجافينى النوم
يدق المنبه إلى جواري .. ألتفتُ إليه ببطءٍ ..
 بلغت الساعة السابعة ولم تغفل عينى لحظـة !
لا أدرى أأشتاق لوجودها جانبي بالفراش كل ليلة ؟! .. أم أني أشعر بالأسي علي حالي ؟!

ككهلٍ فى التسعين من عمره أعتدل فى فراشي .. أتحرك ببطء ..
أرى الغرفـة من حولي بلون باهت تغلبه الصفرة
صار المكان أكثر برودةً عن ذي قبل ..  من أين يأتي هذا الهواء .. أم هو دفؤها عنِّى غاب ؟!
أخرج إلى الشرفة بشعر مُزرٍ ووجه عابس .. أشعر أن الدنيا تضيق عليّ .. أو تضيق بى
ألهذا علاقة برحيلها عني ؟؟ .. أم أن شعوري بالكآبة أضفي الملل على كل ما يحيط بى ؟؟

ليست المرة الأولى التي نتشاجر فيها .. لكنها الأولى فى أشياء أخرى لم أكُن أتمني حدوثها
الأولى في تركها للبيت
الأولى في طلبها للطلاق
لا أدرى كيف وصل بنا الحال إلى هذا المُـنحنى ! ..
أُسائل نفسى كثيراً عن أشياء كثيرة..
هل حبى لها من القوة بحيث يجعلني أتنازل وأنزل لرغباتها ؟ أم أن الإختلاف الواضح فى الطباع بيننا سيجعل الحياة مستحيلة ؟
مر عام واحد على زواجنا .. عام واحد حمل بين طياته الكثير من الحب .. والكثير من الخلاف
تأخر الإنجاب .. أو هكذا تقول أمى .. ولكن هل تفعل هى ؟؟!!

تُطالعنى بسمتها مع أشعه الشمس الذهبية .. يخالجني شعور قوي الآن أن أتنازل عن أىِّ شيءٍ تُـريده
ولكن هل ستتفهم أن هذا حب ؟! أم ضعف ؟!!!

أريد أن أحدِّثها بشدة .. رغم إيماني بأنها أفضل من يفهمنى حتى فى وجود أصدقاء عمرى إلا أنني مازلت أتساءل
هل ستتفهم ..؟؟!!!

*************************
تشعر بالضعف الشديد .. لم تستطع تذوُّق الطعام منذ أيام إلا بعض لقيمات أمام أمها لترضيها
تشعر بأمر غريب لم تعتاده .. ماعاد هذا البيت بيتها .. تشعر بالغربة فى بيت أبيها .. بل والخوف أيضاً
تشتاق إلى الشعور بالأمان بين ذراعيه ..
تشتاق لحركاته المضحكة التي يفعلها بوجهه كلما رآها حزينة لأمر ما .. لنكاته التي يُطلِـقها هنا وهناك ..
تشتاق بشدة أن تهتم بشئونـه .. تُرتب ملابسه وتطهو طعامه ..
هي المرة الأولى التى تُدرك فيها أنها تعشــق تفاصيله ..
هل إشتاق إليها مثلما تفعل .. ؟؟!!!
وإن فعل .. لِمَ لَمْ يأتِ أو حتى حدَّثها عبر الهاتف .. تظنه يعيد تقييم زواجهما .. أو تقييمها هى على الأرجح
ينتابها شعورٌ قوىٌ بأنه سيتركها .. لذا بادرت هى بطلب الطلاق
رأت ماسيحدث مستقبلاً يتكوّن أمام عينيها كما رأتـه من قبل فى صديقتها وفى شخص آخر تعرفه
أرادت أن تعود للعمل مرة أخري حتي إذا حدث الطلاق تستطيع أن تتكفَّـل بنفسها ولا تحتاج إليه أو لأهلها .. ولكن ها هى تحتاج إليه وبشدة أن يكون إلي جوارها
تجتاح الحيرة كل ثكناتها الكامنـة .. يغمرها الشك فى كل أمـرٍ حقيقىٍّ حولها

***********************

كانت الأيام الأخيرة بيننا كرِداء من الصوف .. خشن لكنه يبعث الدفء فى الجسد كله
كنا قليلي الحديث لا أعلم لِمَ ! .. لم تعُـد تخبرني عن صديقاتها وجديدهن كما كانت تفعل ..
 وبالطبع لا أسمح للسياسة بأن تدخل البيت .. لأنه وإن كُـنا متفقيـن فالحديث فى السياسة يأكل الوقت ويرفع ضغط الدم ..
وإن كُـنا مختلفين فهذا سبب أدعى لتجنُّـب شجار ما ..
وأنا بطبعى لا أُحب الحديث عن عملى ومشاكله إلا إن اهتمت هى .. وهى لم تعد تهتم مؤخراً..

لِمَ تاهت الكلمات بيننا فلم نعد نصيغ مشاعرنا ؟!! ..
كانت تسطُـر الكثير من الخواطر وكنت أري نفسي بين الكلمات .. كم كانت سعادتي بها !

جاءت هذا اليوم تلمع فى عينيها الحيرة والقلق .. تقـدِّم خطوة وتأخِّـر أُخرى .. ظنَّـت أنى أقرأ الجريدة .. لكنـى كنـتُ أراقبها طوال الوقت !
أخيـراً جلست على الأريكة بجواري لتشاهد التلفاز .. فأخذت تتنقَّـل بين قناة وأخرى دون أن تدرى حتى ما يُعـرَض عليها ..
أمسكتُ الريموت من يدها وأطفاتُ التلفاز .. واعتدلتُ فى جلستى حتى يتلاقى وجهانا .. إرتطمت نظراتنا ببعضها كأننا مغتربان .. لم يرَ بعضنا البعض منذ زمن ..
أمسكتُ بيدها لأطمئنها ..
"أعلم ان هناك ماتودين إخبارى به .. فلا تترددى "
تُخبرني بعد مقدمة لا بأس بها أنها تريد العودة إلى العمل لرغبتهـا فى مشاطرتى المسئولية .. ولشعورها بالفراغ وغير ذات القيمة
كان الموضوع مُفاجئاً بعض الشيء ولكن فى الأخير لا يحتمل كل هذا القلق والحيرة والخوف في عينيكِ .. ماذا بكِ ؟؟
حاولتُ أن أُقنعها بأنها وحدها تتحمَّل مسئولية هذا البيت وأنا فقط أتولى الأمور المالية
فتدعونـى أنا أن أشاطرها المسئولية .. وإن كان الأمر فراغاً فسآخذ يومين إجازة ونقضيهم بأىِّ مكان تريده .. أن تعاود الكتابة وتشترك فى أىِّ أعمال ثقافية أو خيرية .. أو حتى تُكمل دراستها .. لكن لمْ تلقَ اقتراحاتي أى مجالٍ للنقاش ,
يبدو أنها اتخذت قرارها مسبقاً
كل ما كنتُ أطلبه أن تفكر قليلاً فى اقتراحاتي وأن تضع استقرار البيت نِصب عينيها .. ولكن يبدو أن اسلوبي كان حاداً بعض الشىء

أعلم أن كثيراً من صديقاتها تعملن .. ولكن ما حاجتنا نحن للعمل ؟!!
لا أدرى أعلى صواب فيما أقول ؟ .. أم أنى لا أهتم سوى بنفسي كما تقول ؟!! ..
مازالت تؤلمني كلماتها !

***********************

تدركُ أنها قست عليه كثيراً فى كلماتها .. لم يكُـن هناك داعٍ لكل هذا الإنفعال .. حرى بها أن تحافظ على بيتها لا أن تسارع بهدمه .. ها هو لم يحدِّثها منذ رحيلها ولم يسأل عنها .. الآن تعذره
هو ليس كزوج صديقتها .. كما أنها ليست كصديقتها .. لِمَ تضع الزيجتين أمام عينيها وتقارن دائماً ؟؟!!
العلاقه بينها وزوجها أمر مختلف تماماً عما تراه .. مزيج غريب بين التوافق والتباين .. وهو يسعي جاهداً ليحُـد من هذا التباين ويزيد من كمِّ التوافق ..
صحيح أنه مشغـول قليلاً .. ولكن أليس هذا من أجلها ؟!
تودُّ لو يعود الوقت للوراء قليلاً .. كانت لتتريَّث قبل أن تبدأ هذا الشِجَار المُفتـعـل
تقوم من فورها وتُعِـد حقيبتها .. وتنتظره
تحمل هاتفها معها أينما ذهبت , تخشى أن يتصل بها في أىِّ وقتٍ ولا تسمع صوته ..
يُخيَّـل إليها كثيراً أنه يرِن وهو لا يفعل
يرن الهاتف فجأه .. ترى صورته مبتسمةً على الهاتف مصحوبةً بنغمته الخاصة التى اشتاقت إليها كثيراً ..
يعتريها ارتباك عنيف وخوف مسبق من رد فعله .. لا تدرى بِمَ تردُّ عليه أو ماذا تقول؟ ..
إنتهي وقت الإتصال .. تشعر بخيبة أمل
يعاود الإتصال بسرعة .. فترد هي الأخري بسرعه ..
 بُـرهة من الصمت تحمل بين طياتها الكثير من المعانى والكثير من جُـمَل الإعتذار المُتبَادَلـة بصمت ..
يبادر هو بالحديث :
- وحشـتيــنـي
ينقبض قلبها فرحاً .. ويتعرَّق وجهها كأول مرة سمعتها منه .. كانت أجمل (وحشتـيني) سمعتها فى حياتها
أجابته :
- وإنت كمان 
وكانت أصدق ( وإنت كمان ) قالتها

برهة أخـرى من الصمـتِ تحمـل فى ثنايـاها الكثير من الشوق
- ساعه وسآتي لآخذك .. موافقـــة ؟؟
- موافقــة ....

***********************

مابين ملل وشعور بالإكتئاب .. مابين شرود يطـوُل لساعات .. يُسجيه غضب وشوق ولهفة .. أقضى ساعاتى بالمنزل

أردتُ أن أُخرج من أنا غريب لا أعرفه وأعودُ إلى طبيعتي ..
فتحت الفيس بوك لأطالع أخبار الدنيا وأخبار أصدقائي .. لكنِّى لم أستطِـع منع نفسى من الذهاب إلى صفحتها .. وقد رأيت شيئاً غيَّـر مجرى الأمور تمامـاً
تعليق لها علي حالة صديقتها المقرَّبـة التى تغيَّـرت من (متزوجـة) إلى ( عزباء ) ,
أعرف زوجها .. أصدقاءٌ نحن على استحياء .. اتصلتُ به لأفهم منه ما حدث .. فأخبرنى أنَّه شِجَـار طبيعى كالذى يحدث فى كل بيت لكنه تطوَّر دون مقدمات وأدى إلي الطلاق ..
لهم ثلاث سنواتٍ متزوجين ولم يُنجبوا .. أعلم أن الأمر سىء ولكنه بيـدِ الله .. يظن أن شيئاً بينهما قد كُسِــر , ولن يعود كما كان
أدركتُ الآن موقف زوجتى جيداً .. مؤكَّـدٌ أن طلبها كان رد فعل طبيعىٍّ لِمَا حدث مع صديقتها
تشعر بالخوف .. ترى النهاية .. تريد العودة للعمل حتى إذا حدث الطلاق لا تعود تحت رحمة أبيهـا مرة أخرى ..
كم كنت أنانياً حقاً !!!
أوْلَى بى أن أطمئنها .. لا أن أترك شعورها يزداد سوءاً بمرور الأيام ! ..

إتصلتُ بها لأخبرها أنى قادم لإعادتها
عزمتُ أن أحافظ عليها بكل قوة .. أن أثبِّـت دعائم هذا البيت
رتَّبـت المنزل وعدلت من مظهرى المُزرِى وذهبت إليها ,
فورَ أن رأتني حماتي .. أخذتنى فى حضنها .. يشبه كثيـراً حضن أمى
تطمئن على أحوالى وتخبرنى أنه منذ أن سافرت ... (هل كنت مسافرا ؟!!) وإبنتها لا تقرب الطعام ولا النوم .. وتتبعها بغمزتها الجبارة وهي تقول ( انت عملت إيه فى البنت ؟؟ ) ..

لم تخبر أحداً من أهلها عما حدث .. كانت تؤمن أنه لن يخذلها
تخرج من غرفتها .. مشرقةً كبدر ناصع فى يوم اكتماله..
تبتسم في خجلٍ .. قلبى الملبَّـد بالغيوم ينبض من جديد
كأننا نُعيد يوم أن تقدمتُ لطلب يدها ..
بهدوء تنسحـب حماتي إلى المطبخ .. بهدوء أمسكُ يدها وأطبـعُ قبلة حانية على جبينها وأتبعُـها بأصدق كلمةٍ تخرج من قلبي المُهروِل ذهاباً وإياباً من فرط سعادته
( بحبــك )