الاثنين، 31 أغسطس 2015

تتحقق الأحلام ..

تتحقق الأحلام ، إن عشنا لها
والأمنيات لسعينا تشتاق

كنت أحلم أول ما تعلمت الحلم أن أكون ممثلاً .. أحب الأفلام جداً .. وأحب التمثيل كذلك
كنت أحفظ الأفلام عن ظهر قلب , كنت أعرف الفيلم من شجرة في الخلفية أو لون الرصيف أو زاوية التصوير في الشارع أو البحر , كنت أشاهد مئات الأفلام عربية وأجنبية وإن كانت الأفلام الأجنبية لها نصيب الأسد

كنت أخلق مشاهدي الخاصة , أكتبها منذ سن العاشرة , وأتخيلها وأعيشها , أردد جملي بأصوات مختلفة , أحب تغيير صوتي كثيراً , مشيتي , ضحكتي , أسلوبي في الحديث ,,,,

ثم في سن معينه , في الثامنة عشر ربما أدركت أن أمر التمثيل ليس سهلاً بل ربما يرقي لمنصة المستحيل .

 تلقائياً وجدت نفسي في الكتابة , أحب الكتابة جداً وبخاصة القصص , أتخيلها كمشاهد السينما مشهداً تلو الآخر , بل ان قصصي هي أفلام قصيرة أراها في مخيلتي , تمثل لي الكتابة منفذا لحيوات أخري لا أعيشها لكني اعيشها بين الكلمات , لم أكتب عن شخص ما إلا وقد تقمصته , أغوص في أفكاره , أتحدث بلسانه وأفكر بعقله, كنت أكتب عن الناس من حولي , كلما رأيت شخصاً لا يلتفت إليه أحد أعرف أن من وراءة قصة عظيمه أحاول تخيلها إن لم أكن أعرفها قبلاً

كنت أحلم أن انشر  مجموعات قصصية وروايات وأن أغدو روائياً وقاصاً .. حتي تاه ذلك الحلم هو الآخر
لا أدري أأنا من يترك الأحلام تذهب سدي من بين يدي أم أن تحقيق الأحلام عسير في هذا الزمان ..!!

تتحقق الأحلام,ان عشان لها

كنت أحلم بكلية الهندسة , فدخلت كلية اللغة العربية .
كنت أحلم أن أكون لاعب كرة قدم , فصرت بديناً .
كنت أحلم ان أتزوج باكراً وأكون لي عائلة تغنيني عن الناس , فصرت وحيداً كما كنت .
كنت أحلم بالسفر , أدور العالم كله , فكتب علي المكوث حيث أنا.

تتحقق الأحلام , ,,, , ان عشنا لها

تدور الأحلام وتعود من جديد , تبدأ من حيث توقفت
لا شىء يدوم , ولا حتي ذلك الحزن الذي يقتلك بطئاً
تدور الأحلام وتعود .. لتبدأ من جديد
لم يفت الوقت بعد , لا يفت أبداً إلا حين تقرر أنت





الخميس، 27 أغسطس 2015

ومن أعرض ..

كثيراً ما أشعر بالضيق .. الدنيا تضيق علي من كل جانب ولا أدري لم ولا أجد من ذلك مخرجاً
كثيراً جداً ..
ملاحق طوال الواقت لاجد متسعاً لأستريح من هذا العناء .. والله عناء وثقل
أدور في دائرة مغلقة لا أتوقف لأفتح لي بابا هنا أو هناك ..
تثاقلت الهموم وتدافعت إلي كتفي لتستقر هناك دون حركة .. أفكر
أفكر كثيراً وأتحرك كثيراً علي أتخلص من أي منها .. لكن بدون فائدة
وأتسائل لم يارب لا أستطيع الفكاك من همومي ومن ذلك الضيق الغاشم الذي يجثو علي صدري كصخرة قاسية , لم يارب ؟؟!
لم يارب تلاحقني مآسيَ ومعاصيَ طوال الوقت كذئب ينتظر وقوع الفريسة في الفخ المنصوب لها , أفريسه أنا ينتظر وقوعي قريباً !!


ثم أعود لأتذكر قوله سبحانه وتعالي (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً (125) قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى) 
كيف يتسني للمرء أن يغفل تلك الحقيقة رغم أنه يرددها بإستمرار .. كيف !!
كيف نقرأ القرآن ثم ننسي مثل ذلك التحذير الواضح القوي !!
فإن له معيشه ضنكي , فلن ينشرح صدرك ولن يطمئن قلبك ولن تنعم بالعيش وأنت بعيد عن الله وعن ذكر الله وعن العمل لله وعن العيش لله , لن يرضي قلبك مطلقاً .. لن يهنأ

تثاقلت الهموم يارب .. وأي هم أثقل من البعد عنك !!
تثاقلت الهموم يارب .. وأي هم أثقل من أن يري المرء نفسه في هذة الآية !!




الثلاثاء، 25 أغسطس 2015

زمان وانا صغير

زمان وانا صغير كنت شقي جدا .. عكس دلوقتي خالص 
ياما وقعت ف مصايب وعديت منها والحمدلله .. هاحكيلكم نبذة مختصرة كدا :D

كنت بروح البلد كل أجازة وكان عندنا هناك جنينه صغيرة جدا فيها بتاع 10 شجرات جوافه في ناحيه والناحية التانيه مزروعه ذرة
طلبت معايا وانا واولاد عمتى ناكل ذرة مشوي وكان ممنوع علينا ناخد من الذرة المزروع دا فاتسحبنا كدا ولفينا من ورا البيت وروحنا وأخدنا يجي 20 كوز ذرة ..

مابنعرفش نشوي كنا لسه صغيرين .. قام ابن عمتي مولع نار كبيرة ورمي فيها الدرة .. طبعا طبعا طبعا الدرة اتحرق والولعه كبرت ولقيت ابويا بيجري ورانا :D

تاني يوم لما لقينا موضوع الدرة مش نافع قلنا بقي مافيش غير الجوافه .. 
تسلقنا شجر الجوافه كله ونضفناه تماما من أي جوافه صغيرة كبيرة مستويه مش مستوية .. وللأسف كان كله مش مستوي :D
ماكنش في ولا جوافيايه علي الشجر .. ملينا شوال كامل مافيش فيه ولا جوفيايه واحدة تتاكل .. رميناه :D

كان مزاج عندي اول ماوصل البلد اروح العزبه عند عمتى .. هناك شجرة توت كبيرة كنت اطله اهز ف الفروع والاغصان تنزل وتحت بنت عمتى تملى الطبق .. بس كان عندي مشكله دايما .. مش بعرف انزل من ع الشجرة :D
كل مرة اقع ف نفس الفخ اطلع وماعرفش انزل فاضطر انط من فوق 

كنت اتلم مع اولاد عمتى ونطلع سطح البيت نعمل اوضه صغيرة كدا من الخشب وملايات السرير وننام .. كان دا زي ركن خاص كدا للأنتخه .

زمان كان مشوار البلد ليه فرحه .. 
لمه العيله .. اللعب والتنطيط .. الارض الخضرا 

دلوقتي كل حاجه بهتت .. مافيش لمه عيله ولا لعب وتنطيط ولا حتي ارض خضرا

زمان وانا صغير



طبعا الى ف الصورة مش انا :D

السبت، 22 أغسطس 2015

الماضي

عالق في الماضي

ليست علاقه ذات نهاية سيئه .. 
ليست مشكله ما لم تنته بعد .. 

لكنه بعد عالق في الماضي .. ذلك الماضي القريب الي يحمل أخطائه المتراكمه والتي وقف عندها منذ مده , لا يتخطاها , لا يعرف كيف السبيل إلي ذلك ربما , ممكن أن سنوات ما بعد الثورة جعلت من شاب مثله كهلا أسود الشعر لا أشيبه , ممكن ان ما واجهه في تلك السنوات القليله يفوق احتماله , ممكن أنه لم يقيم حالته هذه بعد فلم يعد يفهم أي شيء في أي شيء , ممكن انه يفهم جيداً حالته وموقفه ويعي أخطاؤه لكنه لا يفعل شيئاً حيال ذلك .

تختار في حياتك السهل فالاسهل .. تخطىء خطأ ما , تجتازه أو تظن أنك فعلت , أخطاء ربما جرائم , تصرفات صغيرة تبدوا تافهه أو بديهيه لكن ضميرك يحيلها إلي جرائم مستعصية , ضميرك , جرائم هي ربما لكن ضميرك يحيلها إلي تصرفات تافهه أو بديهيه , ضميرك .

الوقت أبداً لا ينقضي .. ما من ذنب ليس له توبه طالما أنت حي ترزق , هناك دائما متسع لتصحيح أخطاء الماضي أو إنقاذ ما يمكن إنقاذه , هناك دائما متسع لتبدأ من جديد طالما هناك إرادة لذلك .

البداية الجديدة مطلوبه , كررها أكثر من مرة , قيم نفسك , أخطائك , طريقك , طريقتك في العيش , ان لم تفعل ذلك من أجلك أنت فمن يفعل !!





الاثنين، 17 أغسطس 2015

الـــزيـــارة

الزيارة

ما سأروية من تفاصيل صغيرة قد لا يشاركني فيها الكثير .. لكن ما يبدوا لي أثناءها أنّا كثير .. جداً

جرس المنبه يشق سكون الليل , وسكون الغرفه , الساعه الآن الواحدة بعد منتصف الليل , تقوم أمي من فورها تجهز ما تبقي من الطعام وتعد حقائب السفر وانا أكمل نومي لساعه أخري حتي تنتهي أمي من تجهيزاتها , يرن هاتفي في الثانيه والنصف بعد منتصف الليل ليخبرني أحد الأصدقاء ( إجهز فنحن قادمون إليك ) أرتدي ملابسي بسرعة البرق ورسي تداخله بقايا النوم والإجهاد
آخذ الحقائب وأمي وننزل لنركب السيارة نبدأ رحلتنا الأسبوعية إلي القاهرة .
نصل غالبا في الخامسه والنصف أو بعد ذلك بقليل , نقف في الطابور أمام بوابة حديدية سميكة وصغيرة تتكالب عليها أمم من البشر , من كل صنوف البشر , طابور للرجال وطابور للسيدات , طابور الرجال يغلب عليه الهدوء , طابور السيدات يغلب عليه الصياح والصريخ والشجار , هكذا الحال دوما , أفراد يأتون من خارج الطابور فيندسوا في اوله دون وجه حق . ثم يبدأ الشجار اليومي وتنهال الدعوات والسباب وفي كثير من الأحيان تنطلق الأيدي لتضرب وتشد وتعبث .

في الثامنة تماماً يفتح البوابه عسكري ضئيل الحجم تبقي له من مدة خدمتة عام ونصف يغلبه النعاس يمسك بنصف رغيف خبز يأكله كفطور مؤقت حتي يحضر له اي من زملاءة أي شىء آخر , نبدأ في الدخول إلي غرفة التفتيش أثلاثاً نضع هواتفنا في غرفة الأمانات ونمرر الحقائب من خلال جهاز تفتيش كذلك الذي تراه في المطارات , تفرغ الحقائب وتخلع نعليك لتضعهم في الجهاز ثم يفتشك مخبر ما ليضع يده في كل مكان في جسدك بحثا عن هاتف مهرب او اي شيء آخر , تعبىء الحقائب من جديد وترتدي نعليك فقد اجتزت المرحلة الأولي بنجاح .
ندخل الي الكافتيريا , نهدأ قليلا ونجلس في انتظار الطفطف ليأخذنا إلي المبني المنشود , المباني هنا كثيرة , الأسوار سميكة عاليه , المساحات شاسعة , تظن من الوهلة الأولي أنك في مدينة صغيرة داخل المدينة وأن المكان هنا جميل واسع والجو رائع وبالتأكيد ستقضي وقتا رائعا لكنك فيما بعد تكتشف أن المساحات الشاسعه هذة للطرقات فقط وأن الجو الرائع للعاملين فقط وأن المدينة الصغيرة ماهي إلا سجن كبير يقبع في داخلة أطهر البشر .. وأكثرهم جرماً
تناقض غريب .. ها
التناقض الأغرب هو في معامله الناس هناك لك , الجنائيون يعاملونك بتعالي .. نعم بتعالي فهم في هذا المكان أفضل منك ولهم حقوق عنك , أنت وذوي كل المعتقلين السياسيين .
في بداية الأمر كان كل شىء متاح لتأخدة معك أثناء الزيارة .. طعام وشراب وخضار وفاكهه وأدوات بلاستيكيه وملابس وأشياء حياتيه كثيرة , ثم انقلب الأمر فلم يعد من حقنا أن نأخذ سوي وجبة مطهيه فقط .. لا طعام كثير لا فاكهه لا خضروات لا عصائر لا ملابس لا ملاءات او فرش .. لا شىء سوي وجبه مطهيه فقط وبعض الغيارات الداخلية .
بعد مرور مده ما افتتح في غرفة الزيارة (كانتين) يوجد به كل ما تم منعك منه مع اختلا الأسعار بالطبع واختلاف الجودة .

آآه أخذني الحديث , سأكمل من حيث توقفت , كنا نتحدث عن اجتياز المرحلة الأولي بنجاح , نجلس في الكافيتيريا في انتظار الطفطف ليأخذنا إلي مبني السجن المنشود فالسجون هنا كثيرة , يأتي الطفطف ونذهب , يسير بنا حوالي 400 مثر وقبل التوقف ب50 مترآ أو أقل يقفز الشباب والرجال والسيدات من الطفطف ليحجزوا مكانا متقدما في طابور التسجيل , منهم من يقفز بنجاح ومنهم من تستقبلة الأرض استقبال الفاتحين .. طابور التسجيل طويل وله اعتبارات خاصه , إذا كنت تريد الزيارة الأولي فعليك الجري أسرع من الآخرين , إذا كنت تريد شراء فاكهه غير فاسدة أو طماطم ( مش مفعصه) فعليك أن تجري أسرع من الآخرين , إذا كنت تريد أن تجد مكاناً تجلس فيه بأريحية فعليك ان تجري أسرع من الآخرين . اعتبارات كثيرة وحسابات كثيرة ونتيجة واحدة .. انت تجري أسرع من الآخرين .

تمت المرحلة الثانية بنجاح , مرحلة التسجيل , تجلس في استراحة قذرة مليئة بغائط الصغار ,في أولها حمامان تفوح منهما رائحه عطرة بالتأكيد ساعة أو ساعتين حتي تسمع اسم مسجونك الخاص فتذهب بمتعلقاتك إلي بوابه السجن الخشبية وتضع حقائبك في جهاز آخر كالذي تراه في المطارات ثم تفتش أنت الآخر مرة أخري ثم تقف امام مخبرين أو ثلاثة يعيثون في متعلقاتك بحثا , يقلبون طعامك مرة بملعقه خشبية ومرة بأيديهم , يفرغون حقائبك تماماً بحثا عن أي جبن مهرب أو كيس عصير هنا أو هناك فأشياء مثل ذلك قد تساهد في هدم منظومة السجن كاملة .. أسلحة خطيرة كالجبن والعير لا يجب ان تدخل مكانا حصيناً كذلك.
تاخد حقائبك وأشياءك وتدخل غرفة الزيارة تعيد ترتيبها من جديد , تشتري ما يتاح لك من الكانتين وتجلس في انتظار بدء الزيارة والتي تبدأ في تمام الثانية عشرة أي بعد مرور 6 ساعات ونصف من وصولك عند البوابة الخارجية .
يأتي الرجالو الشباب بثياب بيض تحسبهم آتون من الحرم من أنوار وجوههم النضرة وبياضهم الناصع نظراً لعدم تعرضهم لآشعة الشمس فترات طويلة , أحضان تواقة , مشاعر مختلطة , نصف ساعة ثم تبدأ أصوات جهيرة بالصراخ ( الزيارة انتهت ) تشرع في السلام الأخير ثم تذهب , تنتظر خارجا لنصف ساعة أخري او يزيد حتي تأخذ بطاقتك الشخصية وتركب الطفطف عائداً من حيث أتيت .


هكذا هي الزيارة



الأربعاء، 12 أغسطس 2015

واحشني يا صاحبي

يا صاحبي لغيبه بتطول
وشوقي كل يوم بيزيد
واحشني اللمه بوجودك
وقعدة شله المطاريد

واحشني زحمه الأوضه
ونومه الأرض
وعشوه بعد نص الليل
الى كانت فرض
صلاتنا وانت فيها إمام
أحلامنا سوا لقدام
مسيرة تطلع الطاقة
هتاف بيشحن الأيام

واحشني لما تتأخر وتقلقني
وحضنك بعد مابترجع تثبتني

واحشني يا صاحبي لو تعرف
وشوقي كل يوم بيزيد
واحشني اللمه بوجودك
وقعدة شله المطاريد

سافرت وسافروا هما كمان
وغابت بعدكو الضحكه
بقالكوا ف عتمه السجان
عمر وشويه فكه




الثلاثاء، 11 أغسطس 2015

أن تؤمن

النفس البشرية مليئه بالمفاجآت
في كل مرة تظن أنك لن تحتمل ذلك الألم وأنك في طريقك للإنهيار تجدك وقد تخطيت الأمر أو في طريقك لتخطيه

في بداية الأمر .. أي في أول سنوات شبابي كنت اظنني صلبا وغير قابل للتغيير ..
كنت أظنني مررت بالكثير من الآلام بحيث لن يؤثر في شىء آخر وأني قد تجهزت جيدا لأجل هذة الحياة الكئيبة
يسمونني الكئيب
لست كذلك .. لكنني أيضا لست مرحا .. بالي دائما مشغول بشىء ما يمنعني من المرح أغلب الأوقات

قرات كثيرا عن تجارب شخصية لأناس اختبروا مقادير عظيمه من الألم النفسي والجسدي ولم أفهم كيف احتملوا كل ذلك وكيف تخطوا الأمر – إن كانوا فعلوا حقا – لم أفهم .
وبعد قراءة وتجارب عديدة مررت بها وجدت أن العامل المشترك بين أغلبهم هو الإيمان .. الإيمان بشىء هو أقوي من كل مقادير الألم
الإيمان بشىء أكبر من قيمة الحياة نفسها

في روايه تلك العتمه الباهرة – وهي عن قصه حقيقيه -  لم أدر كيف أحتمل بشريا السجن ل18 عاما في زنزانة انفرادية تحت الأرض دون ونيس او أنيس , لم أفهم في بادىء الأمر كيف أو لماذا احتمل كل ذلك !!

بعد قراءة روايه الطنطورية – وهي عن قصص حقيقية عده رغم أن الأشخاص وهميين – لم أفهم كيف احتملوا فقدان الأرض والسكن .. والأهل
كيف يحتمل بشريا كل ذلك ويكمل في حياته كأي بشري طبيعي !!

النفس البشرية مليئه بالعجائب حين تؤمن ..
 حين تؤمن بشىء إيمان كامل مجرد تجد في مقدورك ان تجتاز الجبال ان اردت ..

فقد تحتاج ان تؤمن .. حتي تري من نفسك مالم تتوقع أبدا
تغيرت كثيراً حين مررت بمحنه هي الأشد حتي الآن في حياتي .. لكني ازعم اني مازلت صامدا بفضل ربي علي ونعمه
ليس ذلك قوة مني ولكن إيمانا بأن الله خالقنا يرعانا ولا ولم ولن ينسانا أبداً .. أثق في قوتة وقدرته .. أثق أنه مبدل الحال لا محاله
لا شىء يدوم خاصه وان كان ظلماً ..

أن تؤمن أنك في معيه الله أيمانا كاملاً يجعل كل ما قد تمر به هيناً وإن كان عظيما ..
فقط ان تؤمن ..



السبت، 8 أغسطس 2015

التجريدة

( تفتيييش تفتييييش يا محمود يا عبدالرحمن يا عصام  تفتيش يا شباب استيقظوا بسرعة  )

يستيقظ الجميع بسرعه يخفون ما يستطيعون قبل أن يسمعوا صوت فتح ترباس الزنزانة فيقف كل منهم في مكانه .. ينادي عليهم الضابط أن اخرجوا جميعا دون أن تأخذوا شيئا من متعلقاتكم فهذة ( تجريده ) وليست مجرد تفتيش

يأخذنا جميعا خاليي الوفاض إلي زنزانة أخري دون أي من متعلقاتنا التي جمعناها خلال عام كامل .. ملاءات – ملابس – وعاء لحفظ الطعام من الحر – حقيبه لحفظ برودة الشراب والمياة – كتب وأوراق – مصاحف – سجاجيد الصلاة – ساعة إلكترونيه جديدة – حذاء أبيض جديد  .. ما هذا !! - يصرخ أحد المخبرين -  هاتف !! تخفون هاتفاً ً !! لمن هذا االهاتف ؟؟

يتقدم عبدالرحمن مسرعاً قبل أن أنطق بكلمه .. هذا هاتفي انا  

أنظر له مندهشا لكني لا أتكلم احتراماً لكلمته .. يذهب عبدالرحمن مع اثنين من المخبرين إلي زنزانة التأديب عقابا علي إخفاء الهاتف , سيظل هناك أسبوعاً انفراديا دون طعام سوي رغيف خبز وقطعه جبن وسيمنع من الزيارة ل45 يوماً آخرين لن يري فيهم أهله


تمر ساعات الصباح بطيئه .. خيم الوجوم علي رفاق الزنزانة , الكل حزين لغياب عبدالرحمن أسبوعا كاملا في مقبرة التأديب هذة وأنا .. وأنا أشعر بالذنب .. ذهب عبدالرحمن بدلا مني كي لا أحرم أنا من زيارة زوجتي وأبنائي وهو لا أحد يزوره ..

مسكين هذا الفتي .. لكنه صلب .. سيدعوا لنا من محبسه وسيقبل الله دعاء تقي نقي مثله .

أشعر بالحزن الشديد .. تنقلب علي ذكرياتي .. استبد بي الشوق لرؤية أمي , لم تستطع أمي زيارتي منذ أن أتيت إلي هنا لمرضها لذا خاطرت وأخفيت هاتفا كي أستطيع مهاتفتها والإطمئنان علي حالها , اهفوا لحضنها .. الكون كله هو , صوتها يداعبني أثناء نومي حين تأتيني أكون صغيرا وتكون في عافيتها وشبابها ,أجري عليها أرتمي في احضانها ثم أنام بين ذراعيها , يأتي شيطان قوي ينتزعني من بين ذراعيها انتزاعا .. تبكي .. أبكي .. اصحو من نومي يأكلني الحزن علي بعدها .. تنقلب علي ذكرياتي اليوم

تراودني ذكري زواجي من الحبيبه .. لا أجد ما أصفها به سوي أنها أجمل ما في .. لا أدري لو لم تكن رفيقة دربي  كيف تكون الحياة حينها !!

تقفز إلي ذهني ضحكات أبنائي .. فاطمة .. رحمة .. عمر .. خالد , تتقطر الدموع ساخنه من مقلتي دون أن أشعر .. انزوي أكثر في ركن الزنزانه وانا أخفي وجهي , لا أريد ان يراني الشباب حين يعودون من الزيارة في لحظة ضعفي هذة فانا هنا من يشد من أزرهم انا أكبرهم سنا وأكثرهم ثباتا .. ولكن حتي انا تراودني لحظات ضعف يأكل فيها الحزن من قلبي ما يأكل وتذرف عيني الدموع دون توقف.

عادوا بعد لحظات ولكن ليس كما اعتدهم بعد الزيارات .. لا فرح لا ضحكات !! ماذا بكم يا شباب !!

يتقدمهم عصام ليحتضنني بشدة .. ماذا هناك يا ولد !!
يتحدث محمود أخيراً , البقاء لله يا أستاذنا .. والدتك في الجنه ان شاء الله
لا أدري ماحل بي حينها .. كيف أصف وجعاً مثل ذلك !!
 أردد إنا لله وإنا ليه راجعون دون توقف ..
تنهمر دموعي دون توقف ..
قلبي ينقبض ألما ولوعه ..

أنظر إلي السماء من بين قضبان النافذة , أريد أن أقفز خارجا لأري والدتي ولو لمرة أخيرة  يتدخل محمود فيقيم لصلاة المغرب ونتجمع لنصلي جماعة , قدموني للإمامة كما اعتادوا , آيات القرآن تخترقني .. تطفىء نيرانا تلتهب بداخلي .. تأخذني من وهني شيئاً فشيئاً
وكأن الله أجري علي لساني تلك الآيات خصيصا ليغسل بها ضعف قلبي ..
بكيت وبكوا جميعاً ودعوت علي الظالمين في نهاية الصلاة وكنت أسمع التأمين من السجن كله فيهتز كما يهتز الظالم من سماع كلمة الحق

انتهت الصلاة ..

عدت إلي ركن الزنزانة أقرأ القرآن وعيني علي تلك النافذة ذات القضبان الحديدية وانا علي يقين أني قريباً .. قريباً جداً سأنظر لها مجدداً 
لكن ليس من الداخل هنا