الأربعاء، 22 فبراير 2012

سحر الأمطار

يأتى الصباح مبشرا بعلامات نزول المطر .. الجو ملبد بالغيوم وقد سكنت الرياح قليلا .. تأهبا لانقضاض تلك القطرات الصغيرة على الارض 

وعندما حان الوقت كان فى انتظارها هو يعشق المطر بكل ما تحمله كلمه العشق من معنى 


هطلت الامطار بعزارة ,الناس تختبىء على جوانب الطريق تحت الشرفات وتحت أى شىء من شانه ان يحجب المطر

وحده يمشى بمنتصف الطريق
يشعر بالحماسه الشديده تقتحم اروقه ثناياه الغير آهله للسكني 


يطقطق المطر علي أسقف السيارات .. يشعرها كموسيقي كلاسيكيه تنتهى بنغمات سريعه تحثه على الرقص .. 


يركض فى الشوارع كالمجنون يضحك بصوت عال مادا ذراعيه للمطر والرياح الخفيفه تعبث به


انتقل شعوره الحر الي كثير ممن حوله فخرجو من تحت أغطيتهم وسارو وسط الشارع يتحسسون قطرات الحريه ويتنشقون نسيم السعاده مع رائحه الذكريات التى تبعثها الامطار عندما تنسجم مع أرض رطبه

ينظر اليهم وقد تبللت ملابسهم عن آخرها .. تنسحب من عينيه دموع فرح وحزن وآه ووحده لا تلبث ان تختفي وسط القطرات الساقطه من حد السماء ينظر فقي عيونهم آملا ألا يتركوه بمفرده بعد الآن .. لا يصدق انه وجد اناسا يشاركونه شعوره ولو للحظات عابره

عن يمينه شاب في أواخر العشرينات .. تأخر عن موعده في الشركه الجديده التى سيعمل بها بسبب المطر
لا يشعر بالحزن..اختار أن يمضي أول ساعاته في عمله الجديد تحت الأمطار متفائلا بأن المطر دوما يحمل الخير

عن يمينه أيضا شاب آخر يبدو أنه مازال طالبا بالجامعه تبللت كل أوراقه ... ينظر لها بأسي ... مجهود أيام بللته الامطار
لا يلبث ان يهز كتفيه ويقلب شفتيه ممتعضا  ثمينال منه المطر فيضحك

أمامهم من بعيد رجل في أوائل الأربعينات ... كان يحمل البذله الجديده التى سيقابل بها آخر الزيجات المقترحات عليه ليقابلهن
قابل الكثير ولم يفلح مع اى منهم .. كان محملا بالهموم من لحظات .. تلك اللحظات المجنونه تحت المطر أذابت كثيرا من همه

ياتى من بعيد شيخا تعدى الخمسين من عمره .. اعتاد أن يهرول كل صباح حفاظا على حيويته من أمراض الشيخوخه
يقف بينهم .. يلتقط انفاسه .. ينظر اليهم بتعجب مماثل ثم يضحك مثلهم

يتصافحون جميعا .. يتبادلون النظرات برهه ثم يعاودون الجرى تحت الامطار المتساقطه بغزارةوالتى لن تتوقف وتخذلهم الآن

كل من في الشرفات ينظر اليهم ويبتسم ,

 ومنهم من يضحك لجنونهم ,
 منهم من يمتعض قائلا : ساعتين ويرتمي كل منهم في فراشه تحت أغطيته مريضا بالحمى
كثير هم من امتعضو من فعلهم ..

 وكثير من تعجبو لهم ,
 وكثيرا جدا من تمنو لو كانو بينهم لكنهم لم يجرأو على المحاوله

المطر مازال يهطل بغزارة

عاد كل منهم الى بيته مبتلا عن آخره .. 

لكن الابتسامه لا تفارق وجهه وقلبه مليء بالسعاده ويحدوه الامل 




 

أمل كبير بقدر تحرره 





هناك 6 تعليقات:

  1. تحففففففه عجبني القصص الكتير اللي مالياها
    والكلمات راقيه اوي :)))

    ردحذف
    الردود
    1. شكرا يا انغام .. أخجلتم تواضعنا^_^
      دعواتك كدا نعرف نكمل كتابه .. احسن فترة الصمت طالت اوى

      حذف
  2. وتحت المطر حكايااااات وروايات
    جميلة أوى تفاوت أعمار الناس .. بس حبهم لشئ واحد "المطــر"
    ولو إنى مش من محبى المشى تحت المطر نهائى :))
    بس عجبنى وصفك واستمتاعك بإحساسه الواصل لقارئك من بين سطورك

    النقد بقى نبقى نقوله بعدين :D

    --------
    ينظر اليهم وقد تبللت ملابسهم عن آخرها .. تنسحب من عينيه دموع فرح وحزن وآه ووحده لا تلبث ان تختفي وسط القطرات الساقطه من حد السماء
    ---------
    السطرين دول بجد عاوز تسقييييييفة عليهم
    وقفت قدامهم كتيييييييير :)

    ردحذف
    الردود
    1. المطر بقى هو اللى عاوز سلسله لوحدة بجد
      انا ممكن اقعد تحت المطر بالساعات ومازهقش حتى لو هدومى كلها اتبلت ودى حصلت كتير قبل كدا .. بجد شعور راااائع جدا
      انا متأكد انى ماعرفتش اوصل 1/10 منه

      مستنى النقد .. ماتتأخريش بقى
      ولو انى مش مقتنع بيها اشاسا من اولها لآخرها لانى كتبتها فى الضلمه :D

      التسقيه دى بقى عاوزة انحنااااائه احترام لتعليقك الجميل والرأيك اللى دايما بستناه

      :)

      حذف
  3. امل كبير بقدر تحرره ....
    تحفة بجد
    انا بحب المطرة جدااااااا ويمكن علشان عيانة منفعش انى اسمتمع بيه الشتا ده خالص
    بس بجد المطر بيدى فرحة وامل زى ما بتقول عجبنتنى حقيقى

    ردحذف
    الردود
    1. الشتا المرة دى كان قليل بس بردوه تقيل
      الواحد ماعرفش يستمتع بيه زى كل سنه .. ومع ذلك كان في لحظات رائعه وممتعه بجد بتدى حماسه وامل وتفاؤل وحب وكل حاجه حلوة

      شكرا يا بسنت على رأيك ولو انى اختلفت معاكى فيه بنسبه كبير

      نورتيني :)

      حذف